سيدتي ومليكتي وملاكي
سيدتي ومليكتي وملاكي .. عندما أتخيل أنني أقبل ثغرك للمرة الأولى أشعر أن الأرض تضطرب في يدي مثل قلب مرتجف لطائر أسير , وحين أتخيل أنني أضطجع معك لأول مرة أشعر بضربات قلبك قريبة من قلبي وفرحتنا تملأ الأرض وسوف تدوم حتى ينتهي الزمان .
وعندما أتخيل أنني أضمك بين ذراعي بقوة وتلامس ركبتي ركبتك يشب من حولي حريق يملأ المكان لهبا
وعندما نستلقي حيث سقطنا نرسم حولنا صورا خالدة تدوم أبد الزمان , ونترك في ذات المكان بقايا من الذكريات المتزاحمة المختبئة خلف الستائر بخجل .
وعندما أشعر بالضعف يغزو جسدي تتحول يداك إلى جناحان أطير بهما فوق السحاب ...! .
وعندما تكون النار بلا حرارة تشعلينها من الوهج المتقد بين ضلوعك ...! .
وعندما أعياني الوصول إليك أحسستك تقفين بجانبي وتمنحيني الإيمان بمتابعة الطريق , لأنك آمنت بالقدر الذي كتب علينا , بضرورة الوصول إلى نهاية الطريق .
أتذكرك يا طفلة أحلامي .. كلما حاولت أن أهيئ فراشي للنوم , كيف لا وأنا لم أكن قد نسيتك أصلا , ولكن حضورك يطغى عليّ في هذه اللحظة بالذات , وجلّ ما يشدني إلى الفراش هو تفاصيل جسدك المختبئة في ثناياه .. حيث تبدأ بارتعاشة.. لكنها لا تنتهي ...؟! .
ثم تأخذني الحيرة كيف أبدأ ومن أين ..؟ وفي حركة سريعة أحاول أن أجمع أجزاءك لأستبيحها قبل بزوغ الفجر جملة وتفصيلا , ثم أحملك على راحتيّ لنغادر أنا وأنت عند احتراق الشفق الأول , ثم أنظر إليك وأنت مستلقية على الفراش وصدرك في حركة متنافرة بين الصعود والهبوط , وقلبك يملأ جسدك ضجيجا متحديا صمت المكان ..!؟ .
وأتأمل ثغرك بإشراقته الطاغية على كل ما حوله , فأرسم على زجاج النافذة خطوطه النافرة المتعرجة كجدول ينساب بهدوء ليتحول فجأة إلى شلال يغزو المنحدر بعنفوان ...! .
حبيبتي هناك شيء ما يشدني إليك .. هناك شيء ما .. ولكنني لا أفهمه ...؟ .
أضع طرف أصبعي على صرتك برفق محاولا رسم أبعادها فتذوب أصابعي مثل الشمعة المحترقة مخلفة وراءها ألف حكاية وحكاية .
عندما أتلمس فخذيك أظرف كل الدموع المتبقية في عينيّ وتتحول الكلمات على لساني إلى سيل من اللعاب ...!؟ .
حبيبتي لدي شيء كثير أود أن أقوله لك .. لدي شيء كثير .. ولكن قولي لي أنت من أين أبدأ يا غاليتي ..؟ وكل ما فيك يحيرني .. فأنا لم أزل على الطريق وفي فمي الكثير من الكلمات الممتزجة بابتسامات مزدهرة ..! .
أقبلي إليّ مرة واحدة .. فقط مرة واحدة .. وسوف أوقد لك الشموع .. أزرع في كل ركن من أركان الغرفة شمعة .. وأعلق فوق سريرك القناديل النازفة , وأرسم نهداك مثل كرات الثلج فوق المرايا .. وأدون كل الصرخات المندفعة من جسدك على هوامش الكتب المقدسة ..! .
وإذا رضيت يا حبيبتي سوف أجعل قلبي منزلك .. وصدري وسادتك .. ويداي أرجوحة .. فالعبي .. والعبي .. والعبي .. لا تهدئي .. وإن مللت صحبتي سوف أذهب بعيدا عنك , ولكنني سأنتظرك .. سأنتظرك .. مهما طال بي العمر .. أغدو إذا جاء القمر ثم أعود إليك في السحر .. وفي الربيع سوف آتي حاملا لك الأزهار .. والأقمار .. والأشجار .. وعندما يأتي الخريف سنختبئ أنا وأنت تحت المطر ..! .
حبيبتي لا توقظيني .. دعيني أعيش حلمي الجميل حتى النهاية .. ضميني إليك .. حرضي أشواقي كي تنتحر بين نهديك .. هدهديني بيديك .. كي يستمر الحلم طويلا .. انثري شعرك الليلكي فوق جسدي كخيمة غجرية كي يبقى في سبات أبدي .. وكلما أحسست أن الحياة بدأت تدب في جسدي قبليني ثانيا .. وثالثا .. ورابعا .. فأنا لا أريد لهذه الغيبوبة أن تنتهي .. وكلما بدأت جذوتي تخبو زيديني سعيرا .. اجعلي مني جحيما لا تنطفىء ناره ..! .
حبيبتي .. دعي الحلم يجمع قلبينا عندما نلتقي بعد الشتات .. ساعديني كي أذيب أشواقي في أشواقك , وأحلامي في أحلامك , وأمنياتي في أمنياتك ..ابتعدي بي عن لحظات اليأس كي تستمر هذه الأمنيات العذاب ... ! .
كي تتابع الشمس دورتها دون ملل .. كي تتغازل النجوم حتى الفناء .. كي تتابع الأفلاك رحلتها حتى التوحد فيك .. كي يتدحرج القمر خلف خطواتك المتدافعة في حالة من اللاوعي .. كي أراك تمرين طفلة خضراء مثل الشجرات .. أو فراشة تخرج من كم الفضاء تتلاشى في عالمه اللامتناهي .. أو نرجسة تنشر عطرها فينتشي كل ما حولها ..! .
حبيبتي .. أخبريني كيف الوصول إليك .. قولي للأمواج الغضبى أن تحملني إليك .. مثل أوراق الخريف عندما تحملها عاصفة مجنونة .. مثل ماسة ملتهبة عندما يقذفها بركان ثائر .. مثل زوبعة تحمل في دوامتها الكثير من الأوراق التي لم تكشف بعد عن سرها ...؟! .
حبيبتي أريدك أن تعودي كما كنت طيفا , لأرتمي بين نهديك منتشيا تتراقص دمائي في أوردتي , وتموت الشكوى على ثغرك عندما تلامسه شفتاي ... وعندما يبدأ لعابك بالسيلان ويتسلل خلسة إلى فمي .. عندها .. عندها فقط .. أغمض عينيّ على أفق من اللازورد .. لا ينتهي ...؟! .