(( إطلاق أحكام قاسية على الآخرين جزء من الطبيعة البشرية , وعندما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن , فإننا نفتش دوماً عن عذر ٍ لخطأ ارتكبناه , أو نلقي اللوم على الآخرين ))
كثيراً ما نخطئ في معرفة ذاتنا ومعرفة مساحة حدودنا فنتعداها وفي آخر المطاف نعلم حجم حدودنا ومكانتنا فنشعر بخيبة أمل كبيرة ونشعر بأننا أخطأنا في معرفة ذاتنا فنكون قد خدعناها لمجرد معاملة من قبل الغير معنا . و القصة الآتية توضح ما ارمي إليه :
أرسل رسول في مهمة عاجلة إلى مدينة بعيدة , امتطى صهوة جواده و انطلق مسرعاً , وبعد أن تجاوز عدد من الخانات التي تـُعلف فيها الدواب عادة ً , فكر الحصان :
(( إننا لم نتوقف للأكل في أي من الإسطبلات , وهذا يعني أني لم أعد أعامل كحصان , بل كإنسان , مثل أي إنسان آخر , وسأتناول طعامي في المدينة الكبيرة القادمة التي سنصلها ))
ولكن تم تجاوز المدن الكبرى كلها الواحدة تلو الأخرى , و الفارس يواصل طريقه . أخذ الحصان يفكر :
(( ربما لم أصبح إنساناً بل ملاكاً , لأن الملائكة لا تحتاج إلى طعام ))
و أخيراً وصلا إلى المكان المقصود , و اقتيد الحصان إلى الإسطبل حيث التهم بشراهة التبن كله الذي وجده هناك . ثم قال لنفسه :
(( لماذا نعتقد أن الأمور قد تغيرت إذا لم تسر كما اعتدناه ؟ فأنا لست إنساناً ولا ملاكاً , بل أنا مجرد حصان جائع ))