حب على الأنترنت ..........

الحب على النت
بحث سامر وهو شاب من عائلة فقيرة عن عمل يعيش من خلاله ويعين أمه في أمور الحياة وذلك بعد أن مات والده , عمل في النهاية في مقهى انترنت بثمن يعينه إلى نهاية الشهر هو و أمه , تطلب منه أمه أن تخطب له فتاة من أقاربه فرفضن جميعهن بسبب فقر حاله , لم يأبه لذلك الأمر لكي لا يزعج والدته , فقررت أن تخطب له فتاة من مدينته ليست بالضرورة قريبته فرفضن جميعهن لفقره , فلم يزعج والدته بأمور الزواج ولكن مع مرور الأيام أصبح بحاجة لمن تتفهم مشاعره فوجد فتاة على الانترنت تتفهم كل ما يقول لها بدأ يرسم في مخيلته شكلاً جميلاً لها يتخيل مشيتها حركتها خفة دمها يتخيلها كما يريدها هو شقراء ابتسامتها تفرح الحزين عيناها ترسل سهام جاذبية لكل من يراها , يفكر فيها ماذا تلبس , كيف تأكل وكيف تشرب , بدأ يوصيها بأن تلبس ثياب سميكة تحميها من البرد , يخبرها بأنها أجمل فتاة عرفها في تاريخه (دون أن يراها) يوهم نفسه أنه يحبها لأخلاقها التي تظهر من خلال كلماتها و الإنسانية التي تبدو عليها تلك الكلمات , استمر حبه لها فترة طويلة حتى بدأ يتعلق بالانترنت أكثر وبحبيبته أكثر وأكثر و أثناء عودته إلى منزله بدأت أمه تزن على رأسه بالزواج فقال لها : لقد رأيت ابنة الحلال التي ستشاركني ما بقي من عمري , ففرحت الأم لذلك الخبر وقالت لسامر وهل أخبرتها عن حالتك و فقرك , فقال إنها لا تطلب سوى أن تكون بجانبي , هل أخبرتها أنها ستعيش معنا هنا , فقال : إنها تقول بأنها تحب كل ما أحبه و تعيش معي أينما أعيش , فقالت إذاً أين تعرفت عليها , فقال على الانترنت , فقالت ماذا ؟ فقال أقصد في مقهى الانترنت , فقالت : ليوفقكما الله في حبكما , هل صوتها جميل يا بني , فقال لا تتكلم يا أمي , هل هي خرساء , لا يا أمي لكنها لا تهمس إلا لي ولا تتكلم أبداً إلا لسامر يا أمي , فقالت له : إذاً اذهب يا بني فهذه هي الفتاة التي يجب أن تتزوجها .
واستمر سامر في حديثه معها ولأن الطبع سيغلب في النهاية بدأت تظهر طباعها السيئة (وهذه الطباع موجودة في كل شخص) فبدأ يؤنبها و ينبهها على كيفية تعاملها مع الآخرين ويطلب منها احترام طلباته وفي نهاية الحديث تتم المصالحة بإرسال باقة ورد عن طريق الانترنت فيشعر كلا الطرفين بعبق هذه الورود تصل إليهم عن طريق كلمة ( أرسل لك فلان باقة ورد ......) في النهاية بدأ سامر يتتبع حبيبته فيراها تتكلم مع أكثر من شاب ضمن منتدى معين وليس لكلماتها أي مدلول يغيظه لكن يشعر بالغيرة ويصمت في البداية لكن في النهاية يخبرها سامر بأنه يغار عليها من هؤلاء الشباب فتبين له بأنهم مجرد أصدقاء أما الحب الكبير فهو له , قرر بعد مرور سنتين من التكلم معها بأن يفاتحها بمسألة الزواج فطلبت منه أن تفكر وبعد مرور ثلاثة أيام قالت سأوافق عليك إن كنت من مدينتي ولكنك بعيد ولن نرى بعضنا أبداً فصدم سامر من هذه الحقيقة وحطم الجهاز وقال له صاحب المقهى أنا أعرف أنك لم تقصد تحطيمه ولن أخصم حقه من راتبك الشهري .
هل غلاء المهر الذي تحدده الفتاة سيفقد الحب طعمه ويجعلنا نبحث عن حبيبة خيالية في الانترنت ؟
لماذا مجتمعاتنا بهذه السلبية الفاضحة ؟
لماذا يضطر الشخص منا أن يبحث عن حبيبة بعيدة عنه هل هناك عدد قليل من الذين يمكن أن نحبهم في مدينتنا ؟
برأيكم هل الحب على الانترنت حب حقيقي ؟
أتمنى منكم رداً على هذه الأسئلة بشكل منطقي .