محي والرحيل
ومن رحم الزمن الذي تبحث فيه لمعادلات تتشابك في ولد زمن محي بكامل أعضائه وأفراده كان يشبه إلى حد بعيد صورة الزمن المستورد لشمالنا المحكوم بمشانق السلطة يومها كان محي يرتل أحرف العلم الذي كان يحلم به وأباه كان يرتل آية
( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وينهي صلاته بدعوات وابتهالات كمن يتوسل على قارعة الطريق من طرقات الشمال ومن نهاية التسول بدأت محاكمة المجرم محي الذي خرق أصول الريف وراح يفتش لنفسه عن حلول مخالفة لحلول الريف
وقوانين الأبوة ...........
_ شوف يا أبن عيشي مافي _ امتحان ............بهدلة مافي لدينا عملنا في الحقل ستساعدني طيلة الصيف
_ دينك على دين العلم -
_ حرام الولد في المراحل الأخيرة لا أدري أي شهادة لكنها عليا يا أبو محي
_ دينك على دين العليا سوف أجعل أنفك ينزف دما إن سمحت له بالذهاب إلى المدينة وتقديم الامتحان
ثم صمتت الأحرف في ذهن محي ولم يعد يميز التاريخ من الجغرافية واختلطت لديه أزمنة الفعل ما بين الماضي والفعل المستقبلي والفعل المزيف يمارسه الانسان طيلة حياته يشبه إلى حد بعيد وهم الحياة الذي نعيشه تحت سلطة دائمة من
من سلطة الدولة إلى سلطة المجتمع إلى سلطة الأب إلى سلطة المخافر كل شيء بات يشكل لنفسه سلطة ونحن الذين نعيش
في لامرئية أبدية
علينا أن نمارس فعل الخوف دوما من هذه السلطات .........تجاوز محي سلطة الأب والظروف المساعدة لسلطة الأب
في تجاوز الامتحان وجاء ليبشر والده بإنجازه الذي بدا مذهلا فما كان من الأب سوى أن أغرق جسد محي بصناديق البندورة وصرخ .....................أبوك على أبو الشهادة
قل لي يا ابن الزانية هل ستطعمنا هذه الورقة خبزا با ابن الكلب هل ستعيش بهذه الورقة
تحول محي في عالمه إلى بركة آسنة وآل على نفسه أن يغادر زمن السلطة الذي تحكم أعماق البشر في شمالنا
فتوجه حاملا معه تاريخ ميديا وعشق أرارات وجمال بوطان إلى صدر كردستان ومر زمن ليس ببعيد عن زمن الموت حتى سمعنا أن محي قد سافر مع قوافل الشهداء إلى حيث النوم الأبدي