أحرقتني ياسيدي عندما أشعلت نيران حروفك في أوراقي ,
ونثرت على صمتي عطر غضبك ورسمت على صوري علامات تعجب واستفهام , ثم غادرت ملتفاً بعباءتك المجهولة خلف الأفق دون ضجيج , لقد أجدت معي لغة الرحيل والسكوت وتعلمتُ منك معاني تلك الطلاسم والرموز , وأدمنت الوقوف على محطات الانتظار لألمح طيف وهمٍ يختبيء خلف أمطار الشتاء وحريق الصيف وأشجار الخريف وربيع الأزهار , يأتي حاملاً رسائلَ ملونة بألوان الحياة ,وسنابلاً محملةً بعبق أرضٍ بعيدة كتبتُ عنها وحلمتُ بها وأدماني الاشتياق لها !!
لقد أصبحتً لا أدري ماذا أصاب هذا المساء فقد أصبح قاتماً جداً وحارقاً جداً وأصبحت الكلمات فيه غارقة في طلاسم المجهول ورمال العتاب وبتُ أبحثُ في نور القمر عن وميضٍ يضيء لي حقيقة تلك الشبكة الغامضة من الكلمات المتقاطعة المتناثرة التي عجزتُ عن تفسيرها وأرهقتني برموزها !!! فهل أصبح الورد شوكاً يدمي يد الحياة ؟! وهل أمسى لوناً …بلا عطر ؟! وحروفاً مبعثرة على موانيء الغربة , وجمراتٍ تتخفى تحت رماد الحيرة والسهاد ؟!وهل يحتاج لحجبٍ وتعاويذ خرافية تحميه من لهيب هذا الزمان الرهيب ؟أم أنّ الورد أثقلته تلك الأحزان والصدمات وأرهقته ساعات الانتظار وطرقات الرحيل نحو الأمل فأصبحت غيوم السراب تغطي عالمه وأمطار الندم تنهمر على وجوده ؟!!!
إنّ حسبُكَ من الحيرة والشقاء أنك وصلت إلى شاطيء الحقيقة وتوقفت ؟؟!!
وأنا حسبي من النقاء أني من وراء ستارتك المجهولة أرسل لك بالسلام ….