ضلال ... كذب ... نفاق ... لا أصدق ...
سمع كل من رامي و رمزي هذه الكلمات أثناء مرورهم من أمام منزل رجل يقول تلك الكلمات بصوت عال ٍ
فسأل رامي : ما خطبه هذا الرجل لماذا يصرخ هكذا ؟
رمزي : أعانه الله . لو تعرف ماذا حصل له ؟
رامي : ماذا حدث له ؟
رمزي : هذا الرجل وقبل ثمان وثلاثين سنة كان يعشق فتاة
وصل بهما العشق إلى حد الجنون
ولأنه كان يعمل نادلاً في مطعم رفض أهل عشيقته زواجه من ابنتهم على الرغم من أن مردوده كان جيداً و يستطيع أن يقوم بكل المصاريف الزوجية قبل و بعد الزواج ولكن لأنه نادل رفض الأهل هذا الزواج
فقرر والد الفتاة أن يبعدهما عن بعضهما فسافر لمدة سنتين إلى خارج البلاد ولكن قبل أن يسافروا قرر هذا الرجل و عشيقته أن يبقوا على الحب و بأنهم سيتزوجون في النهاية
و تعاهدوا على ذلك و بعد مرور سنتين من العذاب و الفراق الذي كان يكابده هذا الرجل و الذي عمل على تحسين وضعه و أصبح في نهاية تلك السنتين مديراً للمطعم بعد أن ارادوا اغلاقه بسبب الديون المتراكمة عليه ولأنه كان قد ادخر مالا ً يكفي لتسديد ديون المطعم قرر أن يصبح مديراً له و بالفعل وافق صاحب المطعم على أن تكون الأرباح مقسمة بالتساوي وفعل كل ذلك لأجل حبيبته و عند عودتها من السفر
أرسلت له رسالة قصيرة وعندما استلمها أخذ يقبلها آلاف القبلات لأنها من يد حبيبته
و أخذ يفكر قبل أن يقرأها سينتهي عذابي و سأتزوج قريباً هذه حبيبتي و عادت إلي و أصبحت مديراً للمطعم لأكون لائقاً بك يا حبي وقال تلك الكلمات و كله أمل بأن الفراق سينتهي و البعد سيزول و عندما فتح الرسالة و قرأ ما كتب فيها تلفظ بتلك الكلمات التي سمعتها .... ضلال .. كذب ...
رامي : ماذا كان قد كتب في تلك الرسالة ؟
رمزي : كتبت له بأنها تدعوه إلى حفلة زواجها . وبأنها ستتزوج شاب آخر أحبته .
ومن هول هذه الصدمة بين الفترة و الأخرى يقول تلك الكلمات
يا أخي الحب أحياناً يكون قاسياً .
لم يتكلم رامي بأي كلمة فقط تعجب من تلك القصة و شغل باله هذا الرجل و بعد ساعتين من سماعه لقصته قرر أن يعود ليرى حال هذا الرجل كيف هي الآن ..
و أثناء عودته بدأ يفكر و يقول في نفسه مسكين هذا الرجل , رجل في الستين من العمر مازال يحمل في قلبه هذا الحب كله .
وعند وصوله قريباً من بيت ذلك الرجل وجد أناس يبكون هناك فحزن حزناً شديداً وقال في نفسه : مسكين هذا الرجل قد مات
مات و نزلت دمعته على خده وقال أقسم بأنني سأجعل من قبره حديقة ورود لأنه أوفى رجل عرفته في حياتي .
وليتأكد أكثر سأل أحد المارين من أمام منزله ما الذي يجري هنا لماذا يبكون الناس ؟ هل مات هذا الرجل الذي كان يسكن وحيداً ؟
أجابه : ومن قال انه يسكن وحيداً , لا يا أخي أعانه الله لقد ماتت زوجته .
رامي : زوجته !! .. هل هو متزوج ؟
المار : نعم يا أخي و أولاده يدرسون في الجامعات وهو الآن دكتور في الجامعة .
رامي : جزاك الله خيراً على هذه المعلومات يا أخي .
قال تلك الكلمات وهو مندهشا ً مما سمعه
إذاً ماذا عن قصة رمزي .. أيهما أًصح ؟
سأدخل إلى الداخل و اعرف القصة بنفسي . ودخل رامي ليرى ذالك الرجل فسمع صوته من جديد يقول : كذب .. كذب .. لا أصدق .. أمي تموت ؟ لا أصدق ..
أمي لا اريد أن تتركيني وحيداً .. أنت قلت لي بأنك ستختارين لي عروساً و ستزوجينني بيديك أين أنت الآن يا أمي
فدهش رامي مما سمعه وقال في نفسه أمه هي التي ماتت وهو ليس متزوج مازال شاباً
يا الهي ما بهم الناس نسألهم عن أمر إن لم يكونوا يعرفوه يدعون المعرفة و يؤلفون قصصاً ما انزل الله بها من سلطان .
وعاد إلى بيته وهو يقول ياه لخسارة الصدق .. ياه لخسارة الصدق