حبيبتي .
الحب الذي يعتري روحي ويجعلني من الساكنين في أوراق الشجر لأجعلها بحبي خضراء قبل أن يزورنا الربيع , وتعلمين جيداً أنني بحبك لونت كل الفراشات , و أسكنت بين أجفانك آلاف العصافير و زرت آلاف الكواكب ووضعت عليها علامة حبي لك
و تعلمين أيضاً أنني أحببتك لأنني وجدتك توزعين الخير على أبناء بجدتك , ولا تردين سائلاً للخير , و حاولت أن أكون كنقطة في بحر الخير الذي ينهمر من غيمك ولم أستطع , فما أطيب روحك الخيرة .
أما الآن وقد صرّحت لي بوجود الشر في روحك فلا يجمل بي سوى تصديقك فأنا أصدق وأثق بكل كلمة تقولينها لي ! أنت بالطبع تفتخرين بقولك – أنا شريرة – ويحق لك الافتخار لأن الشر قوة تضارع الخير بعزمها وتأثيرها . ولكن اسمحي لي أن أقول لك مصرحاً بأنك مهما تماديت بالشر فلا تبلغين نصف ما بلغته فأنا شرير كالأشباح الساكنة في كهوف الجحيم بل أنا شرير كالروح السوداء التي تحرس أبواب الجحيم ! وأنت بالطبع ستصدقين كلامي هذا !.
غير أنني للآن لم أفهم الأسباب الحقيقية التي دعتك إلى استخدام الشر ضدي فهلا تكرمت بافهامي ؟
أنا لم أفعل شيئاً يجعلك تستخدمين الشر ضدي بل على العكس استرسلت متعمقاً بمعاني كل لفظة تعطفت بهمسها في أذني فهل هناك أمر آخر كان يجب عليّ أن أفعله ؟ أولم تبدعي لي من " لا شيء" ذنباً لتبيني لي مقدرتك على الاقتصاص ؟ لقد فلحت وأحسنت البيان , أما أنا فقد آمنت باقنومك الجديد الكلي المطلق الجامع بين أسياف " كالي" ربة الهند وسهام " ديانا" معبودة الأغريق .
والآن وقد فهم كل منا ما في روح الآخر من الشر والميل إلى الاقتصاص فلنعد أحباب كما كنا , ونترك للخير فينا مجالاً للظهور مرة أخرى .
فليسعد الله مساءك وليحفظك ويبقيك للمخلص .
Agawa