أنا الشمسُ وأنـا القمرْ
وأنـا الرياحينُ وأنا الزَهَرْ
هذا ليسَ زهواً
وليسَ مِني بـكِبَرْ
بل هو انبلاجُ فِكرٍ
ومسألةٌ ليـسَ فيها نَـظَرْ
سمــائي
روحٌ ومَطَـرْ
و عَيني ترنوا البرايـا
وتحملهم على خطو الدَهرْ
ليقولوا كانَ قضـاءاً
وكــانَ قدَرْ
عُمـري
خـطُ عجـائِبٍ
بين فَجرٍ وسَحَرْ
والناس من حولي
بينَ استقاءِ خبرٍ
وبحثٍ
ونَـظَرْ
يقولون أني
دُرةٌ مِنَ الدُررْ
ويقولون عني
أنني بحرُ رَواءٍ
تحكيـهِ الصُوَرْ
تناغمتْ شُطآنهُ
وعن رملِ أسرارِهِ
مــاانحسـرْ
ماتتْ بصـدريَّ
الأشجـانُ
وارتحلت بروحيَّ
الأوطـانُ
كـنجمٍ داعبهُ
سـرمَدُ الليلِ
فتعالى في ثُريـاهُ
وصَـغُرْ
حتى تلاشى في صفوهِ
وانتَحَـرْ
همسوا عني
فحاروا
وفي كُنهِ ذاتي
تاهوا
وفي خبايايَّ
ماتـوا
ومن بَقِـيّ منهم
صارَ مُعرضـاً
للخَطَـرْ
وليسَ بعيداً عن الوقوعِ
في الحُفَرْ
أمـا دروا أني
شمسُ الأكـوانِ
رقراقةٌ
في صفوي والمدى
عاليةٌ
في نُبلـيَّ
والصدى
ولمن حاولَ الارتحالَ بي
لسعُ اللهيبِ
و الردى
وما يكفيني
حتى يذُق سُكرَ الأمَّـرْ
أمـا دروا أني
قمرٌ في الدُجى
تهوي الشُهبَ بينَ يَدَيَّ
أمـامَ عَينَيَّ
وعلى مدِّ البَصـرْ
وإكسيرُ الحيـاةِ
مهما قالوا
في جَوايَّ
مـاانكسرْ
أنـا
أنا الشمسُ
وأنـا القَمَـرْ
------------------