/colorكان هناك صديقان حميمان .. أتهم أحدهما بذنب وهو بريء منه .. فعوقب عليه بالرجم..ووضع
للرجم فبدا الناس برجمه.. كلما مر أحد أخذ حجارة من الأرض ورماه بها..وهم يظنون انه
مذنب..لكن الرجل كان يقف بكل صلابة ورباطة جأش لا يهتز لآلام الضربات.. لأنه يعرف انه
بريء .. وستظهر حقيقة الأمر عاجلا أو أجلا ..وهنا ظهر صديقه الحميم..كان مارا في
طريقه ..فنظر كل واحد منهما إلى الأخر..فعرف الأول نظرة الألم والحيرة في عيني صديقه ...
وانتظر رد فعله .. ماذا سيفعل تجاهه وهو يعلم انه بريء... أما الصديق المار في الطريق .. فكان
حائرا في أمره .. انه متأكد انه لا يفعل مثل ما اتُهم به وانه بالتأكيد بريء من ذلك .. لكن المشكلة
انه ما دام قد مر به فلا بد أن يرميه ويرجمه .. فحار في أمره .. فما كان منه إلا أن اخذ زهرة كانت
معه فرماه بها.. حلا لما وقع فيه بين أمرين شديدين.. ماذا فعل الصديق الأول حيال ذلك ؟ ..لقد
أجهش بالبكاء .. بكاءً شديدا وكأنه الآن فقط قد أحس بألم الضربات.. فدهش الموجودون دهشة
عظيمة وتقدم إليه احدهم فسأله لماذا بكيت من زهرة ولم تبكِ من أحجار رميت بها ؟ فأجابهم " لم
تؤلمني حجارتكم الثقيلة لأنها غريبة لا تعرفني لكن آلمتني وردته الرقيقة لأنها من صديق .. صديقي
الحميم .. لقد حار صديقي بنفسه ووجد حلا لما وقع فيه من مشكلة .. ولم يحر بصديق عمره كيف
يقف بجانبه وهو يعلم انه بريء".....
]ont][b]