إن الأطفال يجدون في الإنترنت متعة وتشويقًا من خلال التراسل عن طريق البريد الإلكتروني، والتخاطب مع الآخرين باستخدام غرف التخاطب، وأيضًا يحب الأطفال الاستكشاف والبحث الذي يوفره الإنترنت بكل حرية وسهولة.
لكن هل استخدام الأطفال للإنترنت آمن؟ إن الإحصائيات تدلنا على أن هناك من 400 ألف إلى 2 مليون طفل يتم استغلالهم إباحيًا من خلال الإنترنت.
وأن هناك أكثر من 100 ألف موقع إباحي يدخله الأطفال، وأن هناك أكثر من 3900 موقع إباحي جديد يوميًا.
وأن الأطفال يصبحون من كثرة استعمالهم للإنترنت مدمنين على ذلك، وهذا يؤدي إلى تأخرهم دراسيًا لكثرة الوقت الذي يقضونه أمام الحاسب الآلي.
هل نمنع أم نرشد ؟
وبطبيعة الحال منع الأطفال من استخدام الإنترنت لا يحل شيئًا ويعد أمرًا صعبًا هذه الأيام؛ لأن الطفل أو الشاب يستطيع استخدام الإنترنت خارج المنزل مع أصدقائه أو في المقاهي المنتشرة أو في مدرسته إذا توفر له ذلك.
إذًا هل نسمح لأبنائنا باستخدام الإنترنت في عقر دارنا، أم نجعلهم يختلسون الفرص لاستخدامها بعيدًا عن أعيننا.
الإجابة على ذلك في ظني أن يستخدم أطفالي الإنترنت أمام عيني أفضل من أن يستخدموا الإنترنت خارج المنزل.
لكن الاستخدام المنزلي له ضوابط عدة، أولها أن أجعل جهاز الحاسب الآلي في مكان واضح في المنزل لكي يسهل معرفة من يستخدمه، وأن يتم تزويد جهاز الحاسب الآلي بفلاتر خاصة تمنع المواقع السيئة وغير المرغوب فيها من الظهور، كما أن الأب لابد أن يكون هو أو أي شخص عاقل في الأسرة ملمًا باستخدام الإنترنت حتى يراقب بين الفينة والأخرى الأماكن التي يرتادها أطفاله ويعرف عن كثب طبيعة استخدامهم للإنترنت، أيضًا لابد من فتح حوار متعدد مع أبنائه عن أضرار الإنترنت، وأن ينبه عليهم بعدم إعطاء أي بيانات شخصية عن طريق الإنترنت لأشخاص لا يعرفهم، وكذلك عدم مصادقة من لا يعرف، وعدم محاولة لقاء أشخاص تعرف عليهم عن طريق الإنترنت بدون علم أهله.
والأهم من هذا الأمر العمل على تثقيف الأطفال بحسن التعامل مع الإنترنت وطبيعة المخاطر التي ربما تواجههم أثناء استخدامهم للإنترنت، وجعل الرادع والرقيب ذاتيًا لدى أطفالنا من خلال إشعارهم بمخافة الله عز وجل، وأنه مطلع على ما يعملونه، وأنه كولي لأمرهم مهتم بمعرفة كل كبيرة وصغيرة أثناء استخدامهم للإنترنت.
لقد أصبح الإنترنت عنصرًا مهمًا علينا الاستفادة منه قدر الإمكان، وأن نعمل على توجيه أبنائنا للاستخدام الأمثل له لكي ينهلوا من الكم الهائل مما يوفره من معلومات وخبرات ووسائل اتصال سريعة، لكن مع الحرص على أن لا يكونوا وحدهم دون المشورة والمتابعة والتوجيه الأسري والمدرسي والمجتمعي.