في ديمُومة الحياة و بين معاقل الدنيا الزائلة و المتعة الراحلة
يتنازعُ قلبُ الإنسان ضميره و فطرته و سُوء أوامر نفسه و خبث شيطانه
فيمضي مجاهدًا في عمل الخير و الإصلاح في الدنيا
و لكنّه كثيرًا ما ينساقُ إلى الشرور و الظلمات ..
::
و لهذا يركزُ ديننا الإسلاميُّ الحنيف على وقاية الإنسان
من نزغات الانحراف و الهلاك و الشّر ببيان ضرره و التحذير من نتائجه
و دعا في قوله تعالى :
" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَاَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"(فصلت :30)
::
و في الحديث : عن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال:
قلتُ: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك،
قال: "قل آمنتُ بالله ثم استقم"رواه مسلم
::
إنها الاستقامة و ما أدراك ما الاستقامة !
أساسُ الدين و طريق الجنان و سبيل السلامة
::
قال ابن القيم رحمه الله :
""الاستقامة كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين ، و هي القيام بين يدي الله
على حقيقة الصدق و الوفاء ... و الاستقامة تتعلق بالأقوال و الأفعال
و الأحوال و النيات، فالاستقامة فيها وقوعها لله و بالله، و على أمر الله"
::
::
الاستقامة
الإيمان بوجود الله تعالى و طاعته و رسُوله عليه الصلاة و السلام
الاستقامة
تنفيذ أوامر الله جلّ جلاله و اجتناب نواهيه و التمسّك بالسلوك الحسن
الاستقامة
إصلاحٌ للنفس و دفعٌ لنوازغ الشّر عنها
الاستقامة
ستارٌ و حجاب يقي الإنسان المؤمن من الدنايا و يُبعده عنها
الاستقامة
سُلوك الطريق السوّي و التزام خطة الاعتدال و السير على الطّريق المُستقيم قولاً و فعلاً و اعتقادًا
الاستقامة
إخلاصٌ و حبٌ و وَفاء ، زُهدٌ في الفانية و رغبةٌ في الباقية ،
الاستقامة
نعمةٌ عظيمة و منزلةٌ رفيعة و كنزٌ تفتقده قلوبنا و أرواحنا
أيإخواني
فلنكن من المستقيمين التائببين الأوابين
و ذلك بفعلكِ الخير و الصّلاة و الزكاة و البٍّر و الإحسان
و التّحلي بالأخلاق الحسنة و السلوكيات الطيبة
التي تجعلكِ محترما وسط مجتمعكِ و كذلك تكمن في :
اتباعكِ لأوامر ربّكِ و سنة نبيّكِ كأدائك لفرائض الدين
اقتداءكِ بصفات رسُولكِ الحبيب محمد عليه أفضل الصلاة و التسليم
كالأمانة و الصدق و العدل و المغفرة و التسامح و الحلم ..
::
فلنجاهدأ نفسنا على كسبها و تحقيقها و ذلك بِـ :
- عليكِ مجاهدةُ ما تسوله لكِ نفسكِ و هواكِ و دنس الشيطان عليه لعنةُ الله
فلا تغفل و حاسب نفسك و انتبه لصغار الذنوب
- عليكِبالدُعاء و الاستغفار و التوبة و تجديد النيّة من حينٍ لآخر كما عليك تعطير
فاهك بذكر الله و الصّلاة على الحبيب المصطفى
::
- عاشر الأخيار و انتق الصحبة الصالحة التي تعينُك على دينك
فالمرء على دين خليله و الطيور على أشكالها تقع
- تفقه في دراسة السيرة النبويّة و الكتب الإسلاميّة و استفيد من
أدب العلماء و علمهم ..
::
- احرص على سلامة قلبك و خُلوه من الأمراض الحسيّة القلبيّة
و الأذى كالحسد و الريّاء و النفاق
- داوم على تلاوة القرآن و حفظ ما تيسّر منه فهو شفاءٌ لكل داء
و تمسك بسنة أشرف الأنام محمد عليه أفضل الصلوات و التسليم
و احذر من اتباع الفتن و البدع و الخرافات