في ايقاعات صوتكَ، وبكل همسةٍ منكَ، كنتُ أُبحر واغرق
كمن يغرق محلقاً في السّماء.
**
أوقدت البارحة شمعة في الكنيسة لعينيك. لكن الرّياح كانت دوماً هناك ساعة وصولي.
لازالت أمنيتي بين أحضان الرّيح!
**
لماذا كلما أحبّ امرأة، نافسته عليها السّماء؟ تأخذ منهُ روحها ويلتهم جسدها التراب.
وهو هناك بين أرضٍ وسماء
كتلة طِيْنٍ امتزجت بالأحزان.
**
كلما تمعَنْتُ في عينيكَ، رأيت روح الله فيك.
**
أيعقلُ أن أعشقَ عيوناً كعينيهِ البربريتين؟ أن أعشقَ فيه تشردهُ وضياعهُ؟
أيعقلُ أن أتركَ مملكتي، لأعيشَ هائمةً في غاباتٍ تأخذُ منّي كلَ شيءٍ؛
لكنها رغم ذلك تمنحني الحُبّ الأزلي؟
**
ما أروع صوتكَ، وهو ينسابُ كينبوعِ ماءٍ يغسلُ قلبي عبر الهاتف.
**
كان لا يستطيعُ أن يرى نفسهُ الا بدموعها. فلقد كانت مرآتهُ الوحيدة
في هذه الحياة.
**
ها! لقد انتهت المسرحية وأسدلَ السِّتار.
وها هو يلملم خيبتهُ ويرحلُ
بعد أن ذبحها في الفصل الأخير.
**
بعد رحيلكَ، أريدُ أن أشربَ ما تبقى منك نبيذأً، وأرميكَ على عظام النِّساء الموتى.
**
فتحَ نافذةً نحو قلبي، فاغلقتُ عين الشّمس
كي لا يراني ويشعر بوجودي دوماً.
**
كان يرددُ دائماً: الوطنُ لن يكتمل؟ لن يكتمل؟
كان ينظر للوطنِ بعينٍ واحدةٍ
عمياء!
**
يأخُذُ بغيمةٍ سوداء ويبددها على وجه القمر! كسوفٌ، لايستمر طويلاً.
تتلاشى فيهِ الغيمة ويتلاشى الحزن ويعود القمر
ليبتسم للعالم.
**
اعتادت أن تبكي في كأسٍ من زجاج، لتروي الزُهور التي زرعها بيديهِ يوماً
علَّ الزهور تُخبر الرّيح أنها
تشتاقهُ جداً.
**
كانت تفضلُ الجلوسَ في الزوايا، ملمومةً على نفسها؛ لأنها تشعُرُ بالإضمامةِ
التي لم تعرفها في حياتها مطلقاً.
**
لم يستطع تقبل حقيقة كونه مُنتمياً للرجال، فمنذ الصغر وكلّ من حولهِ يردِّدُ:
ولّى زمن الرجال؟ .
**
قهوتها كانت تفضلها سوداء، مرةً كالعلقَمِ. كي تُقنعَ نفسها، بأن هناك شيئاً ما
أَمَرُّ من هذهِ الحياة.
**
قررت السّماء الرحيلَ، بعد أن خانها البحر مع سفينةٍ عابرة.
**
لكن السّماء، ظلت تقدم قمرها للأرضِ كعربونِ محبةٍ،
والأرض لم تَزَل تدور حول نفسها دون توقفٍ
ولا تنوي الاستقرار يوماً.
**
في وَجْهِ ورقةٍ بيضاء، وعلى جسدِ لوحةٍ سوداء، لملمتُ ذاتي.
وها أنا بعض مني لوحة و بعضي قصيدة.
**
رجُلٌ ناهز الثمانينَ من العُمْر، يحبُّ الشطرنج كثيراً.
إنها ساحة الحرب الوحيدة التي شهدت انتصاراته
في هذا العالم.
**
عنكبوتٌ فِضِّيٌّ قضى العُمْر وهو ينسجُ شبكته. وعندما تمت لوحته الرائعة
شنقَ نفسهُ بأخرِ خيطٍ معهُ؟
لأنها لم تكن هناك لتشهد روعة ما صنع.
يا للخسارة !
**
روحُهُ قررت الرحيل لمحطتهِ الأولى، بعد أن أصرَ جَسَدَهُ الانتقال الى محطةٍ أخرى.
جسدٌ ومعطفُ أسود وروحٌ ضائعة.
هذا كلّ ما لديهِ الآن؟
**
يستيقظُ صباحاُ، ليخرجَ ويقرأ عذاباته التي علقها على باب منزلهِ
خوفاً من أن ينساها ذات يوم.
**
كانت تخافُ أن تبكي في كلِّ وقتٍ
لأن المطر ممنوع في بلدها
صيفاً.
**
هي تعيشهُ حدَّ الهذيان.
تعيشُ قصة حُبّها مع سيراميك المنزلِ
لأنه مَشى عليهِ يوماً.
**
لم تعرف سوى كلمتين: أُحبكَ وسامحتكَ!
وهو لم يعرف سوى كلمة واحدة:
بلهاء!
**
الأمطارُ تستمد الصّبر من عينيها، لتعود وتسقط من جديدٍ
على عالمٍ مُجْدِبٍ وجاف.
**
معكَ فقط، تعلمتُ أن يكون لي أبجديتان: واحدة للماءِ، والأخرى للطِّين.
الماء للأحزانِ والطِّين لأخذِ
خُطانا معاً.
**
كان دَمعها لا يطْفُرُ، إلاّ في أيامِ المطر
كي لا تؤلمهُ دموعها
ويتعذَّب.
**
أرضُ السواد؟
للكونِ فصولٌ، وألوان وطني شَهدَت سواد الأرض
وسواد السّماء
وسواد الدَّم
واستحقت اللقب بجدارة !
**
اعتاد أن يكتبَ أيامهُ بالحبرِ السِّري! ولكن عندما كان يمرُّ بمحطةٍ جديدةٍ،
يكتسي كتابهُ باللّونِ الأبيضِ الناصع كالثلج. هكذا، من دونِ أي شائبه!
بينما هو وفي كلِّ مرةٍ، يمضي مُبتعداً ومُقَبِلاً
خطاياهُ التي كتبت
بالحبر السِّري.
**
بعينينِ مُغمضتينِ، استقبلَ نهارهُ البارحة. لقد رأها في منامهِ مجدداً،
فخاف أن يفتح بصرهُ، فتتلاشى وتختفي من جديد.
لابدُ أن نُجَرِّبَ العَمى
من أجلِ تلكَ اللحظات التي لا تنسى!
**
رجائي أن أكونَ معكَ، مثل من يحاول ارتشاف البحر
من فوق سطح القمر!!!