--------------------------------------------------------------------------------
لغة البحر
يعْلو تنفسُ البحرْ ..
تقتربُ يداكِ ..
تسلّينَ الأبديّةَ ..
من اللّونِ الأبيضْ
ترسمين السماءَ ..
بلونٍ أعمقْ .. وترحلينْ ..
أضع البحر جانباً ..
أرْنو إليه بصمتٍ..
اقتربُ منه على مهلٍ ..
يقرئني بلغةٍ من غير أبجديّة ْ..
أسافر برفقته إلى سماء المطلقْ
وفي حقائبنا سرب الياسمينْ ..
وعصفورٌ .. وزوْرقْ
نبحثُ عن مرفأٍ ..
وكلّّ المراكب على شطآنكِ ..
يا حبيبتي ... تغرقْ
شُبّاك يقرأُ البحرَ ..
ولونَ عينيكِ الأعمق ْ
بحروفٍ من ناياتٍ .. تُحرقْ
وأُكتبُ بغناءِ فراشاتٍ..
وأُعصر بعد رحيلكِ بدمع الزّنبقْ
هل البحر لي ..
من شُبّاككِ البحريِّ ..
يُخلقْ
الفجر من شمسِ ضحاك ِ ..
زقْزق
أضع البحر هنا ..
بجانب القصيدةْ
نعدّ من الوقتِ ..
خُطانا الجديدةْ
نضع البحر بيْننا..
نراقصْه بصمتٍ..
حيث للحبّ فيه عقيدةْ
حيْثُ الخطى بيننا .. عنيدة ْ
تقتربين .. بعيدةْ ..
هناكْ .. حيثُ القصيدةُ ..
تشدو بغنائك .. وحيدةْ
حدّثـْني بلغة ..
لا يفْهَمُها.. إلا أنا ..
بلغة البحرْ .. من صمتِ الليلْ ..
نُكتب مرتينْ ..
رفقا بمَسْمعي ..
وامسح أدمعي ..
منديلُ عطرٍ من يديكْ ..
وارسمني بغنائكِ .. وردتينْ
ذوّبْ الأزهارَ في معصمي ...
واحْتسي الخمرَ من عرقي
واتكئْ على تنفسِ البحرْ ..
يعلو ويهبطُ ..
استلَّ الشّهدَ من مبْسمي ..
وقلْ أحبّك ِ ..
من عشرين مرةٍ ..
إلى مرتين ْ..
نامي .. بين أهدابي
هات ِالآتي .. وخذي الأبديةْ
هاتِ ما وراء الأبوابِ
اقتربي مني خطوة..
ضميني بغُمرةٍ..
ومُرّي ببطءٍ
كخنجرٍ بحدّينْ
هاتِ ما كنا عليه ..
اقرئيني بلغةِ البحرْ ..
وانسيني على زِنْدكِ سنتينْ
هاتِ ما بين يديكْ ..
ما تبقّى من الدهرْ
من عمر الفراشاتْ..
من دمع الكلماتْ
هاتِ ما تبقى من البحرْ
هاتِ ما لديك من أيامي
هاتِ ما لديك من أحزاني
هاتِ اللّغةَ التي ..
كتبناها من حرفينْ
هاتِ ما نحن عليه .. هاتِ ما نحن عليه .