مفاهيم سياسية

اولا ً الدولة :في هذا القسم سنتعرف على مفهوم الدولة ونشاتها وعناصر واركان الدولة واشكال الدولة والسلطات العامة في الدولة

***مفهوم الدولة: لا يوجد مفهوم ثابت ومحدد لمفهوم الدولة يحظى باجماع الفقهاء والمتخصصين ،فقد تعدد تعريفات الدولة وتنوعت وبلغت حسب ما احصاه احد المتخصصين حوالي 145 تعريف اي مفهوم للدولة .
واختلف المفكرون في تفسيرهم لاصل نشاة الدولة وسبب هذا الاختلاف يعود في الاصل لاختلاف الاهتمامات والمنطلقات الفكرية والسياسية الفلسفية لهاؤلاء المفكرين والفقهاء .
فقد فسرها بعض الدراسين انها مؤسسة اجتماعية تقوم بتنظيم العلاقات الاجتماعية والسلوك الانساني وتملك القوة الازمة لسن القوانين وتنفيذها ومقاضاة المخالفين من المواطنين ،وهي بذلك تملك السيادة وتعلو في سلطتها على كافة سلطات المنظمات الاجتماعية الاخرى .
اما من الناحية القانونية فيتم اعتبارها الشخص الرئيس للقانون الدولي العام ،فتعرف الدولة على انها كيان سياسي وقانوني منظم يتمثل في مجموعة من الافراد يقيمون بصفة دائمة في اقليم محدد،ويخضعون لهيئة سياسية وقانونية واجتماعية معينة تملك السيادة وتفرض عليهم سلطتها وتتمتع بحق استخدام القوة .
وانطلاقا من هذا التعريف الاكثر تداولا وانتشارا لا يجوز من منظور القانون الدولي الاعتراف بأي كيان اجتماعي على انه دولة الا اذا استوفى اربع عناصر اساسية وسأدرجها كلآتي :
***عناصر واركان الدولة :وهي تلك العناصر والاركان التي لا وجود لاي دولة بدون توافرها جميعا وهي:
1- الشعب : وهو مجموعة من الافراد يعيشون على اقليم الدولة بصورة دائمة ويخضعون لنظامها السياسي ولا يشترط وجود عدد محدد من السكان لتوفر عنصر الشعب ، فقد يكون العدد بضعة الاف كما هو الحال في بعض الامارات مثل امارة ماناكو في فرنسا والفاتيكان في روما وقد يصل اعدد الشعب الى اكثر من 1200مليون نسمة كما هو الحال في الصين الشعبية .
ويتكون الشعب في الدولة من مجموعة من الافراد تجمع بينهم روابط متعددة ومختلفة مثل شعورهم الجماعي بلتآلف والتضامن والتماسك الروحي الذي قد يظهر من خلال طرق عدة ومناسبات مختلفة .وقد ينشأ هذا الشعور تاريخيا من خلال المصير السياسي المشترك او من خلال ارادة الناس في العيش المشترك الواحد ووحدة الاهداف ،او من خلال شعورهم بلانتماء لنفس الاصل والعرق الا انه لا يشترط وجود تجانس بين الافراد المكونين للدولة من حيث الجنس واللغة او الدين او العادات والتقاليد .
وان الرابطة التي تكون بين افراد الشعب تقوم على اسس قانونية اي على خضوع الافراد لهيئة حاكمة في الدولة وعلى خضوعهم وولائهم لقوانينها وانظمتها مقابل تمتعهم بلحماية والحقوق السياسية والاجتماعية 2- الاقليم : وهو العنصر الثاني الواجب توافره في التعريف القانوني لمفهوم الدولة ، فا لإقليم هو تلك الرقعة الجغرافية محددة المساحة التي يقطنها سكان الاقليم اي الشعب بصورة دائمة ،وليس من الضروري ان يكون الاقليم قطعة واحدة متصلة مع بعضها البعض .
ويشمل اقليم الدولة اضافة الى ما ذكرناه المياه الاقليمية التي تلاصقه سواء كانت انهار او بحيرات داخلية او شواطيء بحرية .
واما الحدود الفاصلة للاقليم فقد تكون حدود طبيعية مثل الانهار او الجبال او صناعية وضعها الانسان وتكون علامات ظاهرة او اعمدة وربما تكون علامات وهمية كخطوط الطول والعرض
وهناك خمس طرق لفقد الاقليم
الاحتلال :وتقوم خلاله دولة ما بلاستيلاء على اقليم دولة اخرى وعادة يحدث الاحتلال من خلال حروب عدوانية ومن امثلة ذالك العدوان الاسرائيلي على ثلاث دول عربية عام 1967التنازل:وهو شكل اخر من اشكال كسب الاقليم او فقدانه وبموجبه تقوم دولة بالتنازل عن اقليم تابع لها لدولة اخرى ويكون ذلك من خلال عقد او اتفاق معين او من خلال المبادلة او التنازل دون مقابل او عن طريق البيع وهذا ما حصل عندما تنازلت روسيا للولايات المتحدة الامريكية عن اقليم الاسكا عام 1867مقابل سبعة ملاين دولااااااااار
الضم :وتقوم من خلاله اي دولة بضم اقليم دولة اخرى دون اي اساس قانوني وغالبا يتم عن طريق العنف وتعتبر عملية الضم هذه شكلا غير مشروع في القانون الدولي ،ومثال ذلك ما قامت به اسرائيل لضم القدس الشرقية في 27حزيران/يونيو 1967 وكذلك مرتفعات الجولان السورية بتاريخ 14كانون الاول /ديسمبر عام 1981.
التحكيم: وهو اصدار حكم قانوني من محكمة دولية يتم بموجبه الاقليم المتنازع عليه ملكا لاحد الاطراف كما حصل في قضية طابا التي احيلت للقانون الدولي وحكم بها لصالح مصر التقادم:وهو شكل من اشكال اكتساب الملكية في القانون الخاص الا انه متنازع عليه في القانون الدولي
3-السلطات الحاكمة في الدولة :بلاضافة لعنصر الشعب والاقليم يلزم ايضا ان يكوم هناك سلطة سياسية او توافر الهيئة الحاكمة ،ولا يشترط في هذه السلطة ان تحظى بقبول المحومين طيل فترة حكمها
4- السيادة : اضافة الى توفر العناصر المادية الثلاث سالفة الذكر لا بد من وجود عنصر معنوي رابع وهو السيادة لتكوين الدولة . ويعود مفهوم السيادة في مجال السياسة الى المفكر الفرنسي المشهور جان بودين الذي رأى ان السيادة هي السلطة العليا في الدولة والتي لا فقوها اي سلطة اخرى
***اشكال الدول : تنقسم الدول من حيث تكوينها الداخلي وتركيب السلطة فيها الى قسمين رئيسيين :
الدولة الموحدة البسيطة والدولة الاتحادية المركزية
الدولة الموحدة البسيطة: ويمتاز هذا النوع بوجود سلطة سياسية وتحدة وهي هيئة حكومية واحدة دون سواها تنفرد بادارة الشؤون الداخلية والخارجية للدولة ،وبممارسة السيادة ومهام التشريع والتنفيذ والقضاء ولأمن على جميع مواطني الدولة التي تتكون من وحدة اقليمية واحدة غير قابلة للتجزأة القانونية . فالدولة الموحدة تملك دستورا واحدا وتطبق فيها نفس القوانين والانظمة والوائح على جميع المواطنين ومن الامثلة على هذا النظام هي غالبية دول العالم متل مصر الاردن بلجيكا فرنسا.........

الدول الاتحادية المركزية :وتتألف من اتحاد بين دولتين او ولايتين فأكثر ،وتخضع هذه المجموعة من الدول لسيادة الحكومة المركزية وتختلف الدول الاتحادية المركزية فيما بينها باختلاف نوع الاتحاد الذي اوجدها .
فهناك دول الاتحاد الشخصي والاتحاد المركزي الفدرالي ودول الاتحاد التعاهدي الكونفدرالي
أ- الاتحاد الشخصي :ويتكون الاتحاد الشخصي من اتحاد دولتين او اكثر تحت عرش واحد لكن مع احتفاظ كل من هذه الدول بدساتيرها وحكوماتها وقوانينها الخاصة بها واستقلالها وسيادتها الكاملة داخليا وخارجيا دون اي انتقاص بسبب التوحيد والتوحيد هنا يقتصر فقط على عرش الملك الذي يصبح ملكا لدول الاتحاد مثل اتحاد الكومونويلث البريطاني ب- الاتحاد المركزي الفدرالي : وهو اكثر النماذج شيوعا بين النماذج السابقة فهناك كثير من دول العالم الذي تتبنى هذا النمط من الاتحادات مثل : الامارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الامريكية
ويكون الاتحاد الفدرالي من اتحاد مجموعة من الدول او الولايات مع بعضها البعض لتشكل مجتمعة دولة فدرالية جديدة وذلك من خلال الموافقة الجماعية المسبقة على دستور فدرالي بمثابة المرجعية القانونية العليا للدولة الفدرالية التي يصبح لها علم وطني واحد ونشيد وطني واحد وجنسية واحدة لجميع المواطنين في الولاية
واما عن السلطة التشريعية في الدولة الفدرالية فيتكون من مجلس نواب فدرالي يمثل كل مواطني الدولة الفدرالية وولاياتها ويقوم بسن القوانين الفدرالية على الجميع ،وهناك مجلس نواب تشريعي بلولاية المحلية ويطبق قراراته وقوانينه التي يتخذها على مواطني الولاية دون ان تتعارض مع الدستور الفدرالي
ويتم انتخاب رئيس الدولة من قبل كل مواطني الولايات بطرق مختلفة واما حاكم الولاية واعضاء المجلس التشريعي فيتم انتخابهم من سكان الولاية فقط اما القضاء المحلي فهو يختص في الشؤون المحلية التي تهم الولة ومواطنيها في حين ان القضاء الفدرالي يكون مختصا في العادة بالشؤون الفدرالية وبتفسير الدستور الفدرالي .ج- التحاد التعاهدي الكونفدرالي : وهو مصطلح لاتيني الاصل يعني الاتحاد بين دولتين مستقلتين او اكثر ذات سيادة كاملة وعلى اسس متكافئة وذلك عن طريق معاهدة او اتفاق بين الطرفين لرعاية مصالحها المشتركة ولتنسيق وليس (توحيد) سياستها واعمالها وتنظيم علاقاتهما الاقتصادية والعسكرية و........
وبموجب الاتفاقية التعاهدية الكونفدرالية لا تنشأ دولة جديدة ذات سيادة بل تنشأ علاقة اتحادية جديدة بين دول الاعضاء في الاتحاد الكونفدرالي مع مواصلة احتفاظ كل دولة من دول التعاهد بكامل سيادتها الداخلية والخارجية دون انتقاص بسبب هذا الاتحاد .*** السلطات العامة في الدولة :هناك ثلاث سلطات او هيئات تدير شؤون الدولة وهي :1- السلطة التشريعية: ومن اهم وظائفها التشريع اي سن القوانين او الغاء قوانين او تعديل قوانين في شؤون الدولة الداخلية والخارجية ،والوظيفة الثانية لها هي التمثيل حيث تقوم السلطة التشريعية بتمثيل المواطنين ومصالحهم المختلفة داخل الدولة نظرا لان اعضائها منتخبون من قبل المواطنين ،والوظيفة الثالثة هي الرقابة المالية حيث تعمل السلطة التشريعية في الرقابة على الأموال العامة للدولة وجبايتها وطرق صرفها من خلال اقرار ميزانية الدولة والوظيفة الرابعة هي الرقابة السياسية والمقصود بلرقابة السياسية هو مراقبة السلطة التشريعية للسلطة التنفيذية ولسياستها واعمالها .2- السلطة التنفيذية : ومن اهم وظائفها تنفيذ القوانين وفرض النظام العام وادارة الشؤون العسكرية وادارة الشؤون الداخلية والخارجية للدولة وكذلك الادارة العامة اي الاشراف على الاقتصاد العام لدولة والحالة الاجتماعية والتخطيط للمشاريع واعداد الميزانيات وكذلك الوظيفة التشريعية ففي الكثير من الدول تتشارك السلطة التنفيذية مع السلطة التشريعية في ممارسة المشاريع 3- السلطة القضائية : زمن اهم وظائفها تطبيق القانون والفصل في المنازعات بين الافراد ،وحماية حريات وحقوق الافراد .


ان شاء الله في القسم الاخر من الموضوع نتناول مفهوم الدستور ونظام الحكم واشكال الحكم في الدول من الجمهوري والملكي وغيرها ........

مع تحيات orobah89

سهام اشكرك على المرور وتحياتي لكِ ابو عمار (المسلم لا يخلف وعدا)واشكرك على المرور ، واعتذر عن الخطأالذي بدر مني فنسيت ان اكتب عن نشأة الدولة وأشكرك لانك ساهمت في اكمال عنوان موضوعي وتحدثت عن نشأتها ....

تحياتي لكم orobah89

لا شكر على واجب ريماس فنحن اخوة نكمل بعضنا بعض ومنتظر وعدك بتكملة الموضوع فله اهميته لدى كل مطلع جاد