سيدي واستادي الغالى جداااا
ابو عمار
لاشك أن الحراك الذي شهدته المجتمعات العربية اخيرا نابع من الظروف الاجتماعية القاهرة التي
عاشها أبناؤها من حرمان في المشاركة في رسم مستقبلهم، وتحقيق آمالهم وأحلامهم في وطن يتسع
للجميع ليس مقتصراً على فئة حاكمة متحكمة بالبلد وثرواته.
هذا الحراك الاجتماعي تجاوز بسرعته واتساع مشاركته كل التوقعات والتنظيرات النخبوية
الفكرية - الثقافية منها والسياسية، وهو ما يعبر عن فشل كل المشاريع التي كانت تروج لها عبر
العقود الماضية وسقوط أقنعة الكثير منها بعد فضح تواطئها مع الأنظمة السابقة في تلك
المجتمعات، دون أن يعني ذلك أن الشارع هو الشرارة الوحيدة لهذا الحراك،
وإنما ما سبقه من وعي كبير تسلح به الشباب اليوم في اكتساب المعرفة الرقمية الدقيقة في مصدرها
وصحتها، برغم الرقابة الصارمة المحاربة لأي دعوة تحررية من طوق الأبوية المتسلطة
أوالمؤدلجة، التي تحاول جاهدة فرض أكبر قدر من الوصاية على المجتمع قبل أن يفلت منها زمام
المبادرة إلا أن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه فرض عين على الجميع، ما الخطوة المقبلة بعد
التغيير، وما المشروع السياسي المقبل الذي يحمله هؤلاء الشباب غير فكرة تحقيق الديموقراطية
وتوسيع هامش الحريات والمشاركة في القرار؟