الاميرة سهام مدير
عدد المساهمات : 3142 تاريخ التسجيل : 26/11/2010 العمر : 35
| موضوع: °° احتراق...°° الخميس فبراير 24, 2011 6:10 pm | |
| °° احتراق...°°
لكل ربيع خريف... ولكل شروق غروب...ولكل بداية نهاية... . . . ولمداد قلمي اليوم احتراق على نافذتي الصغيرة جلست كعادتي أترقب تغيرات السماء ،شمس خجولة،غيوم راحلة ترسم في السماء اشكال مختلفة ...هب نسيم بارد اشعرني بالقشعريرة انه الخريف يطلق انذار وصوله واوراق الشجر اخذت في التكهرب لابسة وشاحا من الحزن..وأسراب الطيور تلوح بالوداع قاصدة وجهة المجهول... كل هذه الاشياء تعود بي الى زمن الماضي...اغلقت نافذتي وفرقعت سحابة الذكريات، فانا لا ارغب في العودة الى تلك المحطة من عمري... لذلك قررت ان ارتب غرفتي ...ذلك الصندوق في تلك الزاوية تضايقني رؤيته من الافضل ان اخذه الى مخزن الاشياء التي لا احتاجها ...لكن يجب ان استخرج ما يحتويه، فتحته فاذا به البوم صور..صرة رماد..وردة يابسة..كتالوج صور اثات .. أخذت اقلب الصور وجرفتني موجة الذكريات عندما وقعت عيني على صورة جماعية لنا بالجامعة "امجد" "مهى" "الياس" "منى" وانا..هذه المرة لم استطع ان اقاوم تيار الذكريات كان اقوى مني بكثير... وعدت الى ذكرى ايامك يا فاس يا مدينة العلم والعلماء..يا مدينة الدين والحياء...يا مدينة تسبح الروح فيها في نقاء.. عادت بي الذكريات لترسو في تلك المحطة من العمر..في ذلك اليوم الممطر .. كنت انا وامجد نركض بجنون تحت المطر...تضحكنا ملابسنا المبتلة ووجوهنا التي تتقاطر منها حبات المطر،لا مظلة تقينا ولا نحن نشعر ببرد الشتاء ..وكيف اخاف البرق والرعد والرياح وانا مع امجد حبيب قلبي وملك روحي... انهكنا الجري ووقفنا لنستريح، نظر الي نظرة غريبة وكانه يرغب في قول شيء ما...صمت هو وسكتت انا ولكني ظللت في هدوئي احلل نظرته ، يا ترى ماذا كان يعني بذلك؟ لم يدوم تخميني كثيرا فقد قاطع صمتي مخاطبا( "سوسن" اريد ان اطلعك على امر مهم)، نظرت اليه نظرة استفسار دون ان انطق كلمة وتابع هو كلامه (سوسن اني احب مهى ولا ادري اذا كانت تبادلني نفس الشعور او لا..لذا ارجو منك ان تعرفي رأيها في هذا الأمر و سأكون ممتنا لك..) ابتسمت ولا اعرف كيف فقد كان قلبي يخفق بشدة وأحسست ان بركان حمم سالت على وجهي وأجبته (مهى فتاة لطيفة ولن تندم على اختيارك نعم الفتاة،سأكلمها في الامر حالما التقيها..) ، لم يمضي من الوقت كثيرا حتى اخبرتها بطلب امجد كانت سعيدة بسماع الخبر، عانقتها متمنية لها حياة سعيدة رفقة امجد... وما هي الا شهور معدودة حتى تقدم امجد لخطبة مهى،حضرت الخطبة وجمعت حقائبي تاركة مدينتي وبلدي...سافرت الى فرنسا لاكمل دراستي هناك، وابتعد عن حياة امجد ومهى الجديدة واضمد جرحي هناك بالنسيان... سمعت ان الزمن كفيل بمسح اثار الماضي وان البعد يداوي القلوب المجروحة..اما انا فغربتي لم تزدني الا حبا واشتياقا الى قلب ليس ملكي...وبعد ثلات سنوات عدت الى المغرب لاحضر جنازة خالتي ..اخر ما تبقى لي من العائلة، فخالتي هي بمثابة امي لانها ربتني وانا في الثالتة من عمري بعدما فقدت امي وابي واخي في حادثة سير لم ينجوا منها سواي...مات اخر حضن كنت ألوذ اليه لابكي حرقتي..لم يعد لي سواك يا ربي فاعني على مصيبتي... وبعد انتهاء مراسيم الدفن سارعت لحجز تذكرتي على اول طائرة لفرنسا، حملت ما تبقى لي من الذكريات واستندت على عصى الصبر لامشي خطواتي نحو غربتي...وبينما انا في طريقي الى المطار سمعت صوتا ينادي( "سوسن" مهلا "سوسن")، التفت لارى الياس يجري ليلحقني ، انتظرت وصوله وبعدما استرد انفاسه قال( الى اين...؟ لم تلتقينا ولو تودعينا...هل فرنسا انستك اصدقائك؟) اجبته بصوت يكسره الخجل (لا الياس انا لم انسكم ولا لحظة واحدة...لكني استعجلت قليلا فلدي اشغال طارئة هناك يجب ان اكملها...)، رد الياس وبدا على محياه الانزعاج( وهل زرتي مهى وامجد؟؟)، لمجرد سماع الاسم خفق قلبي وانقبض وحركت راسي مجيبة بـ لا ، فقال( ولما لا سوسن ، الا تعرفين ان مهى ترقد في الطبيب منذ اربعة وعشرين يوما؟؟ اذا اردتي رؤية صديقتك فاتبعيني اما اذا لم يعد يهمك الامر فانتي حرة بامكانك اللحاق بالطائرة...) قال كلامه وذهب وبقيت محتارة هل اذهب لرؤية مهى؟ سارى هناك امجد وتحيى جراحي من جديد..ام اسافر واطوي الماضي وادوس عليه...لكن مهى صديقتي وما انا فيه ليس ذنبها بل هو ذنب قلبي الغبي ومشاعري الساذجة...اسرعت للحاق بالياس الذي اوصلني للمستشفى حيث ترقد مهى، اااه يا مهى يا زهرة كانت تبتسم لاحتضانها البساتين ما الذي اوصلك لهذي الحالة؟؟ كانت شاحبة، وعيناها جاحظتان بياضهما اخذ اللون الاصفر، جسمها نحيف واماكن وصلها بالسيروم زرقاء..اقتربت منها والدموع تسبق كلماتي ( مهى حبيبتي ما الذي اصابك) اجابت بحروف متلعثمة بالكاد سمعتها(سوسن اعتني باروى) وبعد ذلك عرفت ان اروى ابنتها...وما هي الا لحظات حتى حضر الطبيب وطلب مني ان اتركها لترتاح..فهي تحتاج الان للراحة...غادرت المستشفى وعدت الى منزلي مؤجلة السفر الى ان تتحسن اوضاع مهى... وفي اليوم الثاني استيقظت على رنين الهاتف كان المتصل الياس كان يشهق فلم اعرف منه شيئا الى ان انقطع الخط ...سارعت الى بيته لكن زوجته اخبرتني انه اتصل به امجد مخبرا اياه ان مهى توفيت وذهب اليه... كان الخبر كالصاعقة لم تصدقه اذناي...كنت امشي ولا ادري الى اين ذاهبة ، وصوت السيارات اختلط باذني، فقدت خالتي وصديقتي بوقت واحد يا حرقة قلبي... عدت لانفذ قراري بالرحيل من هذا البلد الطيب لكن هذه المرة امجد منعني مخبرا انه لا يجدر بي تركه في هذه الوضعية...اااه ما اقساك يا امجد تريدني ان اضمد جرحك وانا النازفة الدامية جروحي...وانتي يا مهى حتى في اخر لحظات عمرك وانت تلفظين انفاسك قسوت علي...تريديني ان اعتني بابنتك ونسيتي اني بهذا ساكون احرق اخر اجزاء قلبي... مضى ما يقارب السنة وتزوجت امجد...لكنه كان زواجا بائسا، كان يوما احيينا فيه ذكرى المرحومة بالبكاء والنحيب ، لطالما قبل زواج امجد من مهى كنت احلم بزواجي من امجد وارسم لزواجنا لوحة فنية بحديقة احلامي الوردية، كنت احلم بيوم ارتدي فيه الابيض وازف اليه عروسة تلاحقها كل العيون...لكن القدر شاء ان يزفني اليه امراة تحتاج اليها فتاته الصغيرة... ومضى على زواجنا الاربع سنوات...وبيتنا كئيب لا تسمع فيه الى ابتسامة اروى وهي تلعب...اما امجد فلا ترسم على وجهه ضحكة لا يزال متعلقا بمهى يشاهد طيفها في كل مكان...لا يزال يغلق النوافذ خوفا من ان تمرض بالزكام...يقرا لها لتنام...ويرفض اي تغيير في وضعية البيت... اليوم هو ذكرى زواجنا وككل سنة سينساها فقد اعتدت على الامر...جهزت قهوته واستاذنت منه بالخروج لكنه طلب مني ان اجلس ليكلمني، اخبرته بانه علي الاطمئنان على الصغيرة نتحدث في وقت لاحق، لكنه اصر على الحديث وتاجيل الصغيرة، جلست والحيرة تشوش تفكيري...ماذا يريد مني فمنذ زواجنا لم نخصص وقتا للحديث فحديثنا كلمات معدودة تتعلق بمتطلبات اروى ... ابتسم ابتسامة استغربت لها فمنذ زواجي منه لم اراه يبتسم ..ثم قال ( اتعرفين اليوم هو عيد زواجنا...؟) اجبته بسخرية حتمها علي الزمن( وماذا بعد؟) واصل كلامه ( اعرف سوسن اني ظلمتك معي لذا علينا بقليل من التغيير..) وهنا قاطعته محاولة انهاء الموضوع فقد احسست ان روحي ستختنق قهرا (امجد انا هنا لاجل اروى وليس من اجلك انت...) تقدم الي بخطوات ثابتة وقدم لي هدية امسكتها ووضعتها على الطاولة، قالي لي ( مابك لما لا تفتحيها؟) ، قمت تاركة الغرفة سافتحها لاحقا الان علي الاطمئنان على اروى ، لكنه لحق بي الى غرفة اروى (ارايت؟؟ اروى نائمة افتحيها الان..) اخذتها وفتحتها فاذا بها كتالوج اثات ووردة حمراء ، سالته في دهشة ( ما هذا..؟) اجاب وهو يرسم نفس الابتسامة الغريبة ( مهى ماتت رحمها الله وانتي الان زوجتي بامكانك ان تغيري ما شئتي بالبيت ...) واخيرا صحى ضميره وانتبه، لكن بعد ماذا ؟ بعد انا مات قلبي وانكسرت نفسي، اربع سنوات وانا لا اعني له غير قطعة اضيفت الى هذا البيت.. مرت السنين واصبحت اروى تبلغ من العمر 18 سنة، كانت جميلة خفيفة الظل ذكية ومحبوبة بين اقرانها كانت تشبه امها كثيرا، اليوم اروى لم تعد بحاجتي صارت فتاة تعرف مسؤولياتها وتقوم بواجباتها على اكمل وجه.. فوجئ امجد باستدعاء من المحكمة مفاده زوجتك تطلب الطلاق، اتى الي مستفسرا ( لماذا سوسن ابعد هذا العمر تتركيني..الهذا رفضت الانجاب..رفضت ان يكون لنا اسرة..؟) لم ارد عليه بكلمة لكني اخرجت مجموعة من الاوراق ودفتر ذكريات وضعتهم على الارضية وقلت له ( اتدري ما هذه الاوراق هي قصائد حبي لك .. هي ليالي وحدتي .. واحتراقي في غربتي بعشقك..) ثم اضرمت فيها النار، حاول ان يطفئها لكني منعته قائلة (دعها فاليوم لمداد قلمي احتراق..) لاتزال الان اروى تزورني ببيتي رفقة زوجها وطفلها الصغير...قرات قصتي وعرفت حكايتي مع امها ووالدها يا ترى سياتي يوم يقرا اطفالها هذه القصة؟؟ ترى ماذا سيكون حكمهم علي؟ وانتم قراء قصتي ما رايكم في قصتي؟
بقلم / الاميرة سهام
| |
|
algerien المشرف العام
عدد المساهمات : 928 تاريخ التسجيل : 26/11/2010 العمر : 50
| موضوع: رد: °° احتراق...°° الجمعة فبراير 25, 2011 3:59 am | |
| موضوع راقي اميرة اصحابنا شكرا شكرا شكرا سلامي لاميرة الموقع | |
|
الاميرة سهام مدير
عدد المساهمات : 3142 تاريخ التسجيل : 26/11/2010 العمر : 35
| موضوع: رد: °° احتراق...°° الجمعة فبراير 25, 2011 6:14 am | |
| | |
|
حنين خالد المشرفة العامة
عدد المساهمات : 1459 تاريخ التسجيل : 26/11/2010 العمر : 79 الموقع : فلسطين
| موضوع: رد: °° احتراق...°° الخميس أبريل 07, 2011 9:01 am | |
| | |
|