نبذة تاريخية عن التعليم في المملكة العربية السعودية
من أراد أن يتعرف على حاضره جيدا فعليه أن يستعيد شريط الماضي ، والمتتبع لتاريخ التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية يجد أن النهضة التربوية والتعليمية فيها تطورت تطوراً كبيراً وملحوظاً خلال الستين عاماً أو أكثر الماضية .
وهذا التطور يعتبر طفرة إذا ما قورن بتطور التعليم لدى أمم أخرى سبقتنا في التعليم النظامي .
ويرجع هذا التطور إلى :
1- وفرة الإمكانيات المادية التي يسرها المولى عز وجل لهذا البلد الأمين حيث تحقق قوله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام ( وارزقهم من الثمرات ) وقوله ( واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم )
2- الجهود الموفقة التي بذلها ويبذلها قادة هذا البلد الأمين والدعم السخي من الأسرة الحاكمة بدءاً بجهود صقر الجزيرة ومؤسس نهضتها واستمرار أبنائه البررة من بعده .
3- الجهود المخلصة من غالبية الكوادر التربوية والتعليمية وشعورها بالمسؤولية المناطة على عواتقهم .
وليس في مقدوري في هذه المساحه أن اتناول تطور التربية والتعليم منذ نشأتها وحتى وقتنا الحاضر ، فالطريق وعر المسالك ولم يكن مفروشاً بالورد والرياحين في مجتمع كان قبل الوحدة يربي أبناءه وفق قول الشاعر الجاهلي :
إذا بلغ الفطام لنا صبيُ تخر له الجبابرة ساجدينا
ووفق ما ورد في كتاب دار التوحيد ” نقوش في ذاكرة التعليم والمجتمع ” وبتصرف أنه قد واجه المؤسس رحمه الله وحكومته آنذاك الكثير من المشاكل لإقناع الناس بالتعليم النظامي ومما ورد في تاريخ تأسس دار التوحيد بالطائف : أن هناك امتناع وإباء واجتماع وشكوى حيث رُفع للملك برقيات تطالب بإعفاء أبنائهم من الالتحاق بدار التوحيد كنواة مكفولة التكاليف للتربية والتعليم . إلا أن أمراء المناطق شددوا في وجوب تنفيذ الأمر بالترغيب تارة والقوة تارة أخرى .
فصار لذلك رنة بكاء النساء على أولادهن حتى إن شاعرهم الشعبي قال في وصف تلك الحال :
ياويل ابن عامر من النار ويلاه اللي فرق بين القلوب الوليفه
كم من عجوز تسهر الليل ببكاه تبكي على ولدها غاب ريفه
وإذا كانت الصعوبات واجهت تعليم الأبناء ” الذكور ” فإن الحال كان أشد وأصعب بالنسبة لتعليم الفتاة . رغم أن الدين الإسلامي يحث على تعليم الفتاة وعدم حرمانها من العلم ، فالعلم في مفهوم الإسلام فريضة على كل مسلم ومسلمة . وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في إشارة إلى تعليم المرأة ” خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء ” يقصد عائشة رضي الله عنها .
ونعلم أن الخنساء نبغت في الشعر وخاصة في رثاء أخيها صخر وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ” إيه يا خنساء ” بمعنى زيدي .
وهنا دعوة إلى تعليم الشعر الفصيح والأدب والنقد والبلاغة وفصاحة اللسان ، وبعيداً عن الإطناب والاستطراد في هذا الشأن .
فهذا التطور في التربية والتعليم واكبه تطورا ملحوظاً في الإدارة التربوية والتعليمية ظهرت مخرجاتها في هذا الكم الهائل من المتعلمين والمثقفين والأكاديميين والمهنيين .
هذا التطور الملحوظ في ظرف وجيز من الزمن قد لا يقدم ولا يؤخر في تواريخ الشعوب ونهضتها ، فالمخرجات والنتائج تدل دلالة أن ماتحقق معجزة في صحراء العرب .
والحقيقة أن واقع التعليم بخير والحمد لله إلا أنا نؤمن بالمقولة ” العمل المفيد الجاد المثمر لا يبدأ من تجاهل الواقع أو الالتفاف عليه ، ولكنه يبدأ من الاعتراف به وتحليله وبالتالي مواجهته ”
ونحمد الله العلي القدير أن ثقافة المجتمع دفعت بالكثير منهم الى تعليم ابنائه في مدارس خاصة تطلعاً من الجميع الى تعليم راقي وأكثر تميزاً وخصوصية . تنويه
لعلم إخواني الزوار والأعضاء أنني قمت بطرح هذا الموضوع في احد المواقع تحت اسم مختلف فهو مسجل بأسمي وغير منقول للعلم والإحاطة جرى التنويه ---