رويدا..رويدا..برقة .وبخجل متزن ..حين تغرق الدنيا فى المساء..لقدأغدق علينا ذلك الملك صاحب الهدوء والسكينة..وكما فى كل مساء يحضن كل حبيب حبيبه ..ويعيش كل مغرم وعاشق بين أحضان الهوى والغرام..وبين هدوء الليل وسكونه ..تذكرتها..شعرت برغبتى فى الانزواءبغرفتى الصغيرة .والتى تخترقها انارة بسيطة هادئة من اليمين .ونسيم عليل من جهة النافذة الشمالية..تذكرت حنانها وحنينى اليها..انزويت وجعلت الضوء شبه خافت لكى اعيش بمشاعر وكيانى كله معها ..فهى قريبة منى برغم هذه الأميال التى تبعدنا..تعيش حياتى بكاملها واعيش بداخلها واعماقها..
اخترق صوت السكينة الرياح ..والتى لا تحدث الا نادرا فى هذا المكان..جلست فى هذا الركن من الغرفة اضغى الى الرياح..فتذكرت انها لابد وأن تسافر ..وترحل عابرة القارات والآفاق..لا حدود لهبوب الرياح ..انها ترحل .وترحل..لاتتوقف فى مكان ما..وتحمل فيما تحمل بعضا من أجزائي الموزعة هنا وهناك علها تصل اليها..
أصغى الى همس السكينة..نعم للسكينة أصداء وسط هذا المكان..الا اننى شعرت بأنفاسها وهمساتها تلفح وجهى وتخترق سمعى بحب وحنين ..وتقول لى ..أحبك ..أحبك