الصندوق الاسود

حكاية الصندوق الاسود

في يوم من الايام طرقت نسمات الهواء بابي فتحت الباب فاذا بصندوق اسود يقدم لي هدية لكنه صندوق بلامفتاح ادخلته الي اركان بيتي ونظرت اليه طويلا افكر ما هذا الصندوق وما بداخله ،وكيف لي ان افتحه ؟!
بدأت اتفقد هذا الصندوق لعلي اجد مكانا افتحه، فوجدت جيبا في اسفل الصندوق بداخلها ورقة وكانت خريطة لفتح هذا الصندوق قراتها مرارا حتى فهمتها وايقنت ما بداخلها وفتحت االصندوق الاسود . كان بداخله سيف مغمد ملفوف بقطعة قماش فخمة وكان سيف ذو منظر جميل وكثير الزخارف ،بهرت بجمااله وفخامته ولم اجرأ للامساك به او لمسه ،ووددت الاحتفاظ به وان لا استخدمه الا لوقت الحاجة وبعد التدرب على استخدام السيف كي اعطيه حقه وقدره حين امسكه ، وقضيت ايام وليالٍ طوال وانا اعد نفسي وادربها حتى امسك السيف ، وفي كل يوم كنت افتح الصندوق وانظر اليه وابتسم فرحا به واشتياقا لامساكه ،وحين اوشكت على الانتهاء وايقنت اني مستعدة لامساك هذا السيف ، توجهت نحو الصندوق وأسير بخطوات هادئة ومع كل خطوة تزداد ضربات قلبي قلقا وخوفا وحبا واشتياقا ،الا ان وصلت الى كرسيَّ الخشبي جلست عليه استريح وادقق حساباتي وأراجع نفسي واقدم لها الكثير من الاسئلة لاختبرها هل هي مستعدة كل الاستعداد لهذا السيف ام لا ؟! نظرت الى الصندوق تارة ونظرت الى خيوط الشمس التي تدخل بيتي من النافذة تارة اخرى وافكر والصندوق امامي ! فهذا السيف بمنظره وقدره يستحق كل هذا ! ثم قمت بشجاعة وتوجهت نحو هذا الصندوق وفتحته ورميت كل ثقلي على السيف كي استطيع امساكه فلا بد ان يكون ثقيلا بزخارفه الكثيرة ،ولكن المفاجئة كان السيف اخف من قشر البصل ! ولا يستحق مني كل هذا الجهد الذي بذلته للامساك به ! فاعدت النظر اليه واقلب به واتفحصه ، ،ثم قررت ان انزع السيف من غمده ، وهنا كانت صدمة جديدة ،ظننت ان يكون سيف حادا لامعا لكنه كان سيفا خشبيا ،أكل الدود نصفه وشوه حتى منظره الخشبي ، فأعدته الا مكانه واغلقت الصندوق ، وعدت ثانية اجلس على كرسي ّ وافكر هل ارمي الصندوق خارج بيتي فلا حاجة لي به ام احتفظ به حتى تعود النسمات في عامها القادم واعيد لها هديتها المغشوشة ؟!! قررت الخروج من المنزل ليكون منزلي هوة بيت ثاني لهذا السيف وحين تعود النسمات لتطرق بيتي في العام القادم لا تجد من يفتح لها بابا ....
وفي العام القادم وفي منزلي الجديد عثرت علي تلك النسمات وطرقت بابي مجدا وفتحت الباب ظنا مني ان زائرا قادم الي ولم اظن ان هذا الزائر هوة نفسها تلك النسمات بهدايا عامها الجديد .... وكانت هديتها صندوق اسود !! ادخلته الى البيت ولم اتصبر في هذه المرة نظرت اسفل الصندوق لافتح الورقة ولكني لم اجد جيبا اسفل الصندوق فنظرت اعلاه فوجدت مفتاحاً لقفل الصندوق وطريقة الفتح كانت واضحةهذه المرة ولا تحتاج مني الى عناء ، فتحت الصندوق مسرعا لافتح السيف وارميه خارج بيتي امام عيون النسمات كي تكون شاهدة على مصير هديتها ،ولكن هذه المرة لم يكن سيفا بل كان كتابا ضخما ،فتحته مسرعا لانظر على ما يحتوي هذا الكتاب وبدات بقرائته ، فكان يحوي على كثير من الامور المتنوعة فيه نصائح وفيه معلومات وفيه حتى الحكايات المضحكة وبقيت جالسة اشهر على هذا الكتاب اقرأه ،تارة ابكي وتارة اضحك وتارة اخرى انفذ نصائحه ومعلوماته ،الا ان اصبح صديق لي اينما اذهب يرافقني وحين اريد التحدث اتحدث اليه وحين اريد الاستماع اتوجه اليه لاقرأ ما فيه ،الا ان اتى يوما ووصلت الى نهاية الكتاب وقرأت اخر ورقة فيه ،وكانت تحوي على عبارتين فقط ،اول عبارة (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) وثاني عبارة (يجب تنفيذ عنوان الكتاب) ،حينها تذكرت اني قرات الكتاب مسرعة ،فحين فتحت الصندوق فتحته لكي ارمي السيف الذي بداخله ولم اكن اعلم ان في الصندوق كتاب ! فتوجهت لعنوان الكتاب فاذا العنوان هوة (للرجال فقط ويمنع الفتيات من لمس هذا الكتاب )!!

حقا انه صندوق عنوان القصك اسم على مسمى