فلسفة الحب في الادب الكوردى
فلسفة الحب و في الأدب الكردي مقارنة مع فلسفة الأمم الأخرى
إن دراسة مقارنة لأي من المواضيع أو الأفكار تساعد الآداب القومية للشعوب الخروج من عزلتها و يقضي على الغرور الذي يدفع بكل شعب إلى الاعتداد بأدبه و الوقوف عند حدوده , و احتقار ما عداه ,و هذه نظرة ساذجة و متخلفة ,كالفرنسيين عام 1684م حين أتى وفد ملك سيام فأجادوا التعبير في بلاط لويس الرابع عشر فدهش الفرنسيون كيف يستطيع غيرهم الإفصاح مما جعل الكاتب الخلقي لابدويير يقول قوله (إذا كانت فينا صفات وحشية ,فهي التي تدفعنا إلى الدهشة في رؤية سوان من الشعوب يعقل في قوله و حججه ز لذا نحاول إن نقارن بين فلسفة الحب في الأدب الكردي و الآداب الأخرى المجاورة جغرافيا كالأدب العربي –و العالمية كالأدب اليوناني الكلاسيكي القديم و الأدب الانكليزي الحديث ,إيمانا بان لكل شعب فلسفته في الحياة و أيما كانت فلسفته فإنها تماثل و تختلف مع الفلسفات الأخرى في مجالات معينة أخرى .
و ما الحب إلا موضوع فلسفي كأحد المواضيع الفلسفية الأخرى من عدم و وجود و خلق و بعث ونهاية العالم و قدمه و حداثته .
و منذ فجر الحضارة ارتبط الإنسان خلق الأرض بالحب حين قال الشاعر اليوناني القديم هسيود بان اله الحب من أقدم الآلهة و انه خلق بعد خلق الأرض مباشرة
و تتجلى هذه الفكرة لدى الشاعر الكردي الكلاسيكي فقه طيران عندما يربط الحب و جمال حبيبته بقدرة الله سبحانه و تعالى القادرة على خلق الكون
أما كيف يحدث الحب فيختلف في حدوثه و نشأته عند الحكيم و الطبيب و الشاعر و الموسيقي فكل يعرفه حسب اختصاصه .
فالحب في البداية كبداية زراعة حب أو غرس غصن يستنشقون هواء واحد و العلة يكون مولدهما برج واحد أو ساعات نهارهما متفقة .لدى فلاسفة اليونان القدامى .
و أكد الشعراء الكرد بان من مسببات العشق و الحب هو استنشاق الحبيبين هواء واحدا من منخريهما إلى الدماغ :
لذا كان القدماء يعتقدون بان الحب مرض روحي , و نلاحظ بأنه في مم الان يؤكد على أن الحب مرض روحي كما في قوله :
Zînê dît ku bayê Memû bayekî sase
Hevîneke giran e
Nikare jêre bibîne çare û dermane
يقول مم لحبيبته زين اننا نعيش في ارض واحدة ويغطينا سماء واحد ونستنشق هواء واحد اي اننا روح واحدة
و في التراث العربي اعتقاد بان عالم الأنفاس يأتي مع الأحوال لذا كان العرب يهدون التحية والأخبار مع الرياح إذا هبت كقول الشاعر العربي :
سألت إذ بلغت نفسي تراقيها ذاك الجمال و ذاك اللطف تنفيسا
فيا حادي الإجمال إن جئت حاجرا فقف بالمطايا ساعة ثم سلم
و ناد القباب الحمر من جانب الحمى تحية مشتاق إليكم متيم
و في هذا يقول الكاتب الانجليزي لورانس بان الحب مسافر و من الأفضل للحب أن يسافر لا ليصل و هذا يؤكد على أن الشاعر يعتقد بان الحب مرض روحاني لا مادي :
و هذا الفيلسوف اليوناني يؤكد على هذه الفكرة قائلا بان (الفيلسوف اليوناني (phaedrus) بان الحب لا يمشي على الأرض و لا على عظام الرجال التي تكون حاسية من طبيعتها ,لكنه يمشي في قلوب و أرواح الناس التي من طبيعتها مرنة و ناعمة و يستقر هناك ليصنع له بيتا و لكن ليس في كل قلب و روح بل يمكث و يصنع بيتا في كل قلب و روح طيب .
قدميها ناعمتان إنها لا تمشي على الأرض لكنها تمشي على رؤوس الرجال 000و ما قولنا بالكردية :
Ser serê min ,ser herdû çavên min
على راسي وعلى عيني
يضيق أو يتسع المكان حسب روح الإنسان .