ذكريات الجزء الاول ....... لماذا احب جمال عبد الناصر ؟

بالأمس وعلى صفحة الفيس بوك سألني أخ جزائري من عمر أبنائي أن صح القول اسمه عثمان
لماذا تضع صورة جمال عبد الناصر ؟
فقلت له لأني أحبه
فقال
لماذا أحببت جمال عبد الناصر ؟
وأتمنى أن بقراء الإجابة التي لم تتاح لي الفرصة لأجيبه بها

أنا من مواليد شهر نوفمبر عام 1962 بعد ثورة مصر بعشرة أعوام وقبل نكسة 1976 بخمسة أعوام وحين رحيل جمال عبد الناصر في عام 1971 كان عمري تسع سنوات
اذكر أول ما اذكر أنا كنا صغارا نتقاذف الكرة في الأجران (ساحة واسعة كانت تستخدم في حصاد القمح والأرز ) والشوارع المتسعة فلم تكن الدنيا بتلك الكيفية من الازدحام واذكر اننى كنت دوما العب مع من هم اكبر منى ولاني كنت الصغير وسطهم فكان مكاني غالبا ما يكون حارسا للمرمي وأجدت اللعب في هذا المكان حتى أصبحت مطلوبا من الجميع لحراسة مرماهم
كان أبى برغم انه لم يكن حاصلا على شهادة علميه ألا انه كان بقراء ويكتب بامتياز وكان سببا في تفوقي الدراسي فلم اذكر انه مرة بخل علي بما اطلبه
كان لوالدي أصدقاء من متعلمين وكبار القرية كنت إذا جلست أليهم يصرون على أن اقرأ لهم ألجريده أليوميه التي كانت تصل إلى أيديهم
من هاتين الفئتين تشكلت شخصيتي وطريقة تفكيري
فالكبار اللذين كنت العب معهم كانت لهم مواضيعهم التي يناقشونها بقدر عقولهم
وأصدقاء أبى والجريدة أليوميه أثقلت ثقافتي برغم صغر السن
في تلك الاونه كان الكلام كثيرا عن عبد الناصر خاصة وانه أقام بالقرب منا مشروع استصلاح أراضى كبير اسمه حفير شهاب الدين وكلمة حفير من الحفر حيث كانت تلك الأرض عبارة عن مستنقعات في شمال الجمهورية أما عن شهاب الدين فكان احد الشخصيات التي استقرت في تلك المنطقة وهو من قبيلة خرجت من الجزيرة العربية مرت بمصر وصولا إلى تونس وهى قبيلة ألهلاليه التي ينتسب إليها أبو زيد الهلالي والزناتى خليفة
كانت قيمة عبد الناصر تكبر كل يوم ومع كل مشروع ينادى به ويبداء في تحقيقه
أقول أن عبد الناصر كما كان يكبر بمشاريعه كان يكبر بعقل طفل صغير عمره خمس سنوات
في هذا السن كانت شهرة لارى كاسيوس ذلك الملاكم الامريكى تعم الأفاق والذي أعلن إسلامه وتسمى باسم محمد على كلاي ورفض الانضمام إلى الفوات الامريكيه في حربها على فيتنام قيل عنه انه أسرع رجل في العالم وأقوى رجل في العالم قالوا عنه انه يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة
ولكن ما قيمة محمد على كلاي إلى جوار جمال عبد الناصر في مخيلتي
اذكر يوما إن ابن من أبناء احد الاقطاعين كان في مجلس أبي وأصدقاؤه وتحدث عن عبد الناصر بما استشعرته لا يليق ووجدت السكوت ثمة الجالسين
ورغم عنى صرخت فيه والدموع تملا عيني
كيف تتحد هكذا عن عبد الناصر انه أبى سوف يضربك ويضرب من يتطوع للدفاع عنك
فابتسم وقال لي روح هو يقدر يضرب فرخه
فقلت له إن جمال عبد الناصر يعبر هذا البحر بخطوة واحده
إن جمال عبد الناصر يستطيع أن يضرب محمد على كلاي بيد واحده
إن جمال عبد الناصر يمد يده إلى الشمس والقمر ويطالهم
إن جمال عبد الناصر هو آب كل المصرين هو من أنجبهم
وان نهر النيل ينبع من جبينه
وأن وأن وأشياء كثيرة ولم اسكت
إلا بعد إن احتضنني أبي ودفنت رأسي في صدره
إلا أنني بكيت بمرارة
وفى يوم رحيل عبد الناصر اذكره تماما كنت أذاكر على ضوء مصباح الجاز فلم تكن الكهرباء قد دخلت بعد رغم زرع أعمدة الإنارة والأسلاك
في تلك ألليله واقسم على ذلك أن زجاج اللمبة (المصباح ) انفلق إلى نصفين متساويين من أعلاه إلى أسفله دونا أن يسقط نصفين وكما أن الزجاج قسم بموسى دقيق وتعجبت
في لحظتها دخل أبى مهموما يبكى وكانت المرة الأولى في حياتي والاخيره التي أراه يبكي فيها ولم أجرؤ أن اسأله برغم طيبته وحنانه معي
إلا أن أمي سألته
قال مات جمال
صرخت أمي وضمتني ربما خوفا من مجهول ينتظرنا
وانزوى أبى بعيدا يحاول أن يكفكف دموعه ولكن حشرجات صوته كانت أعلى
واجتمع الجيران يسألون ما الخطب فقيل لهم مات جمال فبهت الجميع ففتحت المذياع الذي كان يعمل بالحجارة وكنا نغلقه توفيرا للطاقة فإذا الاغانى ألوطنيه فقط والقران الكريم والخبر يزف مات جمال عبد الناصر مات حبيب الملايين مات أبو خالد تكررت كلمه مات ألاف ألاف المرات ربما هو الرجل الأكثر الذي قيل عنه انه قد مات
حتى وقى صباح اليوم التالي حينما هب أهل قريتي يشاطرهم أهل القرى المجاورة في صلاة الغائب على روح جمال عبد الناصر وخرجوا من المسجد جميعا يطوفون بحمالة الموتى كرمز وتعبيرا عن أنهم يحملون جسد جمال عبد الناصر طافوا بمحمله القرى وبكته النساء ومن قبلهم بكاه الرجال كنت أسير مع السيارة في موكبه المهيب
الكل يقول مات جمال
إلا أنا لم اصدق لحظة أن جمال عبد الناصر قد مات
ولن اصدق أن رجلا مثل جمال عبد الناصر يموت
لأنه في دمى أراه كل مطلع شمس
حينما انظر إلى الفلاح الذي ناله ثلاثة أو خمسه أفدنه يأوي إلى أرضه
أراه من على البعد أعلى مداخن احتراق مخلفات الغاز من حقل أبو ماضي أراه كلما خطوت خطوة على طريق قريتي والذي أهمل من بعده أحسه مع كل شربة ماء نظيفة أراه مع أناره مصباح كهربائي أراه في قلم يمسكه طفل أو شاب أراه في كراسه بيضاء أراه في كتاب مدرسي أراه في أمور كثيرة
فلم يمت جمال عبد الناصر بعد فتبا لمن قتلوه وتبا لمن يصرون على صلبه كل يوم فجمال عبد الناصر عاش أبا كريما وحرا ونزيها لكل عربي حر كريم نزيه ومات فقيرا كالعامة لم يترك قصرا أو ضيعه لم يشغل ابنه أو ابنته أو امتلك ابنه أو ابنته لم يمتص دماء شعبه لم يسرق شعبه لم ينهب ثرواته ويتقاسمها مع أعداء الشعب هذا هو جمال عبد الناصر عاش حبيا للملايين ومات حبيب للملايين إلا أنا فما زلت اذكره بعاطفة الطفل الصغير وتوقفت بي الذاكرة عن هذا العمر

شكرا اخي
و الزعيم العربي المجاهد ضد الصهاينة الله يرحمه يستحق كل الاعجاب
سلامي

يسلمووو ابو عمار

موضوعك قربنا اكثر من شخصية جمال عبد الناصر

شكرا لك

دائما عندما يمر علي او أحدا ما يتحدث عن جمال عبد الناصر أشعر وأتذكر صلاح الدين الايوبي

لو يوجد جمال عبد الناصر ثاني اليوم لحالنا تغير

اشكرك ابو عمار

انت رووعه

» ذكريات الماضي
» ذكريات صعبة رحبوااااا بعضونا الجديد
» هل جمال الجوهر ينسينا المظهر؟؟؟!!!
» الجزء الثانى من حالة الطقس العربى
» حالة الطقس فى الوطن العربى الجزء الثالث